في لحظة محورية بين القانون والمال، لم يكن إيلون ماسك بحاجة سوى لأيام قليلة للانتقال من نادي الـ600 مليار دولار إلى تحطيم رقم قياسي لم يسبقه إليه أحد، أصبح ماسك أغنى رجل في العالم رسمياً، وأول شخص تتجاوز ثروته حاجز 700 مليار دولار، بعد قرار قضائي أعاد له واحدة من أكبر حزم الأجور في تاريخ الشركات.

قفزت ثروة ماسك إلى نحو 749 مليار دولار، وفق تقديرات فوربس، بعد أن ألغت المحكمة العليا في ولاية ديلاوير حكماً سابقاً كان قد جمد خيارات أسهم في شركة تسلا تبلغ قيمتها اليوم نحو 139 مليار دولار، أعاد القرار الاعتبار لحزمة الأسهم التي مُنحت لماسك في 2018، واعتبر أن إلغاءها لم يكن الإجراء القانوني المناسب.

من خصم احترازي إلى قفزة تاريخية

منذ يناير 2024، كانت فوربس تخصم نصف قيمة هذه الخيارات من صافي ثروة ماسك، بعد أن رأت محكمة أدنى درجة أن طريقة منحها لم تكن عادلة للمساهمين، نظراً لنفوذ ماسك الواسع داخل مجلس إدارة تسلا، ومع إسقاط هذا الحكم، أُزيل الخصم دفعة واحدة، ما أضاف نحو 69.5 مليار دولار إلى ثروته خلال يوم واحد، بهذا التطور، استعادت تسلا موقعها كأكبر مصدر لثروة ماسك، فهو لا يملك فقط خيارات الأسهم المثيرة للجدل، بل يمتلك أيضاً نحو 12% من الأسهم العادية للشركة، بقيمة تقارب 199 مليار دولار، لترتفع القيمة الإجمالية لاستثماراته في تسلا إلى نحو 338 مليار دولار.

حزمة مستقبلية قد تغيّر كل الأرقام

القصة لا تتوقف هنا، ففي نوفمبر الماضي، منحت تسلا ماسك حزمة أجور جديدة توصف بأنها الأضخم على الإطلاق، وقد تمنحه ما يصل إلى تريليون دولار من الأسهم الإضافية، إذا حققت الشركة أهدافاً طموحة للغاية خلال العقد المقبل، من بينها مضاعفة قيمتها السوقية أكثر من ثماني مرات، هذه الأهداف، التي يطلق عليها داخل الشركة اسم مهمة المريخ، تدل على الرهان الطويل الأجل على توسع تسلا عالمياً وتقنياً.

سبيس اكس.، الطريق الأقصر إلى التريليون؟

ورغم عودة تسلا إلى الصدارة، فان شركه سبيس اكس تبقي المنافس الأقرب داخل إمبراطورية ماسك نفسها، فحصته البالغة نحو 42% في شركه الفضاء تقدر حاليا بنحو 336 مليار دولار، أي أقل بقليل من قيمة استثماراته في تسلا، بعد صفقة خاصة هذا الشهر قدرت الشركة بنحو 800 مليار دولار، مقارنة بـ400 مليار فقط في أغسطس الماضي، وتشير التقديرات إلى أن سبيس اكس قد تكون بوابة ماسك إلى لقب أول تريليونير في التاريخ، خاصة مع حديث متزايد عن طرح عام أولي محتمل في 2026، قد يرفع تقييم الشركة إلى نحو 1.5 تريليون دولار.

فجوة غير مسبوقة مع بقيه الأثرياء

بات الفارق بين ماسك واقرب منافسيه شاسعا، ثاني أغنى شخص في العالم، لاري بايج الشريك المؤسس لغوغل، تقدر ثروته بنحو 253 مليار دولار فقط، أي أقل من ثروة ماسك بنحو نصف تريليون دولار، تعكس فجوة ليس فقط صعود شركات التكنولوجيا المتقدمة، بل أيضا قدرة ماسك الفريدة علي تحويل الرهانات عالية المخاطر إلى ثروات تاريخيه.