يجد قائد الجيش الباكستانى، عاصم منير، نفسه فى مواجهه تحديات صعبه بعد الضغوط الامريكيه للمشاركه فى قوه تحقيق الاستقرار فى غزه.

هذه الخطوه قد تؤدى الى ردود فعل غاضبه فى الداخل الباكستانى، كما ابلغت وكاله رويترز. منير، الذى بنى علاقه وثيقه مع الرئيس الامريكى دونالد ترمب، من المتوقع ان يزور واشنطن قريبا للقاء ترمب، حيث من المرجح ان يتناول اللقاء موضوع مشاركه باكستان فى القوه الدوليه.

تاتى هذه الضغوط فى ظل خطه امريكيه من 20 بندا تهدف الى ارسال قوات من دول اسلاميه للاشراف على فتره انتقاليه فى غزه، وسط تخوف من اسناد مهمه نزع سلاح حركه حماس الى هذه القوه. باكستان، الدوله الاسلاميه النوويه الوحيده، تواجه احتمال اشعال الاحتجاجات من قبل الاحزاب الاسلاميه المعارضه للولايات المتحده واسرائيل، مما يهدد باندلاع اضطرابات داخليه جديده.

رغم ذلك، تسعى اسلام اباد للحفاظ على علاقات جيده مع واشنطن لضمان الاستثمارات والمساعدات الامنيه الامريكيه. عين منير مؤخرا قائدا للجيش بسلطات واسعه النطاق، مما يضعه امام اختبار حقيقى لقدرته على الموازنه بين الضغوط الدوليه والمخاطر المحليه.

وتتخوف دول عديدة من إسناد مهمة نزع سلاح حركة «حماس» إلى القوة الدولية، وهو ما قد يجر هذه القوات إلى صراع مسلح ويثير غضب سكان القطاع المستضيف للقوات.

لكن منير بنى علاقة وثيقة مع ترمب، سعياً منه لإصلاح سنوات من انعدام الثقة بين واشنطن وإسلام آباد. وفي يونيو (حزيران)، كُوفئ بغداء في البيت الأبيض، في سابقة هي الأولى من نوعها، التي يستضيف فيها رئيس أميركي قائد الجيش الباكستاني بمفرده، دون حضور مسؤولين مدنيين، وفق «رويترز».

وقال الباحث في شؤون جنوب آسيا بـ«المجلس الأطلسي» في واشنطن، مايكل كوجلمان: «قد يُثير عدم الإسهام (في قوة تحقيق الاستقرار في غزة) استياء ترمب، وهو أمر ليس بالهين بالنسبة إلى باكستان التي تبدو حريصة على الحفاظ على علاقات طيبة معه، لضمان الاستثمارات والمساعدات الأمنية الأميركية».

ولم يردّ كل من البيت الأبيض ووزارات الدفاع والخارجية والإعلام في باكستان على طلبات من وكالة «رويترز» للتعليق.

وباكستان، الدولة الإسلامية الوحيدة في العالم التي تمتلك أسلحة نووية، لديها جيش متمرس خاض ثلاث حروب مع خصمها اللدود الهند، بالإضافة إلى نزاع قصير هذا الصيف. كما تصدّت لحركات تمرد في مناطقها النائية، وهي منخرطة حالياً في حرب ضارية مع متطرفين تقول إنهم ينشطون انطلاقاً من أفغانستان.

وقالت الكاتبة والمحللة الباكستانية في مجال الدفاع، عائشة صدّيقة، إن قوة باكستان العسكرية تعني «وجود ضغط أكبر على منير لإثبات كامل قدرته».

وصرّح وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، خلال الشهر الماضي، بأن إسلام آباد قد تنظر في إمكانية الإسهام بقوات لحفظ السلام في غزة، لكن «نزع سلاح (حماس) ليس من اختصاصنا».