تطور التكنولوجيا والعولمة الاقتصادية جعل العالم أكثر ترابط وتواصل من أي وقت قد مضى، وفي هذا السياق، قد أصبحت شبكات المدفوعات والتحويلات الدولية هي أمر هام ومحوري لدعم التجارة الدولية و العلاقات الاقتصادية بين كافة الدول .
المدفوعات الرقمية
حيث يظل هناك العديد من التحديات والمشكلات التي تقوم بمواجهة هذه الشبكات الحالية، والتي تجعل السؤال حول ما إذا كان العالم في احتياج إلى شبكة مدفوعات أفضل عن طريق الحدود تستحق النقاش .
من أهم هذه المشكلات هو عملية البطء الشديدة في إتمام عمليات التحويل الدولية، حيث تحتاج بعض التحويلات أيام وربما تتعدي الأسبوع في اغلب الأحيان للانتهاء، حيث يمكن أن يتسبب في تأخير كافة الأعمال التجارية والمعاملات الشخصية، بالإضافة إلى ان هناك اختلاف كبير في الإجراءات وفي اللوائح التي تتبع بين الدول المختلفة، مما يجعل من الصعب فهم الطريقة التي يجب أن تتم بها التحويلات والتعامل مع كافة متطلبات الأمان بداخل كل دولة .
وايضا ارتفاع مصاريف التحويل تعتبر مشكلة مؤرقة، وتتراوح تكاليف التحويل بين البنوك وبين مقدمين خدمات التحويل من تكاليف مرتفعة إلى غير معقولة احياناً، مما يؤدي لخسارة أموال طائلة للأفراد والشركات مع مرور الوقت.
طفرة في المدفوعات
وحسب عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، فإن :
- العالم يشهد خلال العقود الأخيرة طفرة في عالم المدفوعات عن طريق الحدود.
- من المتوقع، حسب احدى الدراسات، ارتفاع حجم المدفوعات تقريباً من 190 تريليون دولار في عام 2023 إلى تقريبا حوالي 290 تريليون دولار في حلول عام 2030، وهو رقم تم وصفه بـ "المذهل" .
- رغم النمو المتصاعد بقوة تظل المدفوعات من خلال الحدود باهظة التكلفة وأيضاً بطيئة ، وهو الأمر الذي سوف يؤثر سلباً على الفئات الأكثر ضعف .
معضلة ارتفاع تكاليف المدفوعات عبر الحدود
حيث تثير هذه المعضلة، ثلاثة قضايا رئيسية هامة، و تتأكد معها الاحتياج لشبكة تحويلات دولية أفضل عن طريق الحدود، وهي :
- التأثير على التكامل الاقتصادي :
حيث ان المدفوعات بطيئة و باهظة الثمن فتعيق التكامل والنمو، وتكاليف المدفوعات عبر الحدود تمنع العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة التوسع عبر الحدود .
- التأثير على الفئات الأكثر ضعفاً :
يدفع السكان الأكثر ضعف في العالم أكثر من غيرهم بصورة غير متناسبة، بحيث يمكن أن يواجه العمال، تكاليف كبيرةعند إرسال الأموال إلى أوطانهم .
- مخاطر الفرص البديلة :
قامت الجهات الفاعلة البديلة بتحديد أوجه القصور هذه باعتبارها فرصة تجارية، ولكن الحلول التي تقدمها تحمل عدد من المخاطر الكبيرة .